من القصص والشواهد الواقعية قديماً وحديثاًعلى {إجابة دعوة المظلوم} وتعجيل العقوبة للظالم كثيرة جداً.
ومن هذه القصص العجيبة ماذكره الذهبي رحمه الله في كتاب الكبائر و نصه
(قال بعضهم رأيت رجلاً مقطوع اليد من الكتف ,وهو ينادي : من رآني فلايظلمن أحداً
فتقدمت إليه فقلت له : يا أخي ما قصتك؟ قال: ياأخي قصة عجيبة ,وذلك أني كنت من أعوان الظلمة،
فرأيت يوماً صياداً و قد اصطاد سمكة كبيرة فأعجبتني، فجئت إليه فقلت: أعطني هذه السمكة.
فقال: لاأعطيكها، أنا آخذ بثمنها قوتا لعيالي.
فضربته وأخذتهامنه قهرا ومضيت بها.
قال: فبينا أناأمشي بهاحاملها .إذعضت على إبهامي عضة قوية،
فلماجئت بها إلى بيتي وألقيتها من يدي ضربتْ علي إبهامي
ذوآلمتي ألماً شديداً حتى لم أنم من شدة الوجع والألم،وورمت يدي،
فلما أصبحت أتيت الطبيب وشكوت إليه الألم.
فقال: هذه بدء الآكلة، اقطعها و إلا تقطع يدك، فقطعت إبهامي.
ثم ضربتْ على يدي،فلم أطق النوم ولا القرارمن شدة الألم.
فقيل لي: إقطع كفك فقطعته، وانتشر الألم إلى الساعد، وآلمني الماًشديداً،
ولم أطق القرار، وجعلت أستغيث من شدة الألم.
فقيل لي: اقطعها إلى المرفق، فقطعتها، فانتشر الألم إلى العضد،
وضربتْ علي عضدي أشد من الألم الأول.
فقيل: اقطع يدك من كتفك,وإلاسرى إلى جسدك كله فقطعتها.
فقال لي بعض الناس: ماسبب ألمك؟
فذكرت قصة السمكة.
فقال لي: لو كنت رجعت في أول ما أصابك الألم إلى صاحب السمكة
واستحللت منه وأرضيته لماقطعت من أعضائك عضواً فاذهب الآن إليه،
واطلب رضاه قبل ان يصل الألم إلى بدنك.
قال: فلم أزل أطلبه في البلد حتى وجدته،
فوقت على رجليه أقبلها وأبكي .
وقلت له: ياسيدي، سألتك بالله إلاعفوت عني.
فقال لي: من أنت؟
قلت: أناالذي أخذت منك السمكة غصباً،وذكرت ماجرى، و أريته يدي فبكى حين رآها،
ثم قال: ياأخي قد أحللتك منهالما قد رايته بك من هذا البلاء.
فقلت: ياسيدى بالله هل كنت قد دعوت علي لما أخذتها؟
قال: نعم،قلت اللهم إن هذا تقوّى عليّ بقوّته ظلماً،فأرني قدرتك فيه.
فقلت: ياسيدي، قد أراك الله قدرته فيّ وأنا تائب إلى الله عزوجل.
سبحان الله اللهم اجعلنامظلومين ولاتجعلناظالمين